الضاد....
صفحة 1 من اصل 1
الضاد....
موقع القرضاوي26-3-2009
أكد فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - أن المسلمين بحاجة إلى إرادة سياسية " لبث القوانين التي تحافظ على اللغة العربية"، كما لفت إلى أن "المدارس الأجنبية في الوطن العربي تمثل خطرا كبيرا على الهوية العربية"، وذلك في حلقة الأحد 22 مارس من برنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة الفضائية.
وتحت عنوان:"اللغة العربية وتحديات اليوم" تحدث القرضاوي عن تحول اللغة العربية إلى لغة "هجين" دخلت عليها بعض اللغات الأخرى فأفقدتها هويتها وعمقها اللغوي، كما تحدث أيضا عن أهمية اللغة العربية وأنها اللغة التي فضلها الله سبحانه وتعالى بإنزاله القرآن الكريم باللغة العربية، كما تحدث عن أهم المشكلات والتحديات التي تواجه اللغة العربية اليوم، وكيف نتصدى لمثل هذه المحاولات التي تعمل على تحطيم وإخفاء اللغة العربية، وإحلال لغات أخرى محلها.
وألقى القرضاوي بالمسئولية كاملة على البلدان العربية، قائلا: "لم أجد أحدا قد اهتم باللغة العربية وتنميتها غير اتحاد المدارس العربية الذي أنشأه الأمير محمد الفيصل حفظه الله".
كما أكد على أهمية دور المجامع اللغوية العربية، مثل مجمع دمشق وهو من أقدم المجامع، ومجمع القاهرة الذي صنع أشياء كثيرة مثل "المعجم الوسيط"، وأخرج "معجم الألفاظ في القرآن الكريم"، وأصدر قرارات كثيرة، لكن الناس لا تقرأ، والإعلام لا يروج، معربا عن حزنه لما يراه من تصوير مدرس اللغة العربية في الأفلام بشكل فيه سخرية، مع أن هذا ليس له أصل في الواقع، على حد قوله.
بين العامية والأجنبية
ففي حديثه عن أسباب تراجع اللغة العربية على مستوى الممارسة، أوضح القرضاوي أنها تزاحم من جهتين أساسيتين: أولاهما: اللغات الأجنبية وخاصة الإنجليزية والفرنسية، وثانيهما: العامية التي تشكل أكبر خطر على لغتنا الراقية الحضارية، حسب تعبيره.
وذكر القرضاوي أن الدكتور محمد محمود شاكر في كتابه "أباطيل وأسمار" كشف عن هذه الاتجاهات المشبوهة التي تغذي الدعوة إلى العامية على مستوى الممارسة والكتابة، ونشر بالأسماء المبشرين والمستشرقين والمنصرين الذين يقفون وراء هذه الدعوات.
وأوضح أن العامية واللغة الأجنبية التي تزاحم العربية في المؤسسات والشركات والمدارس والجامعات هي الآفة الكبرى بالنسبة للغتنا العربية، مشددا على ضرورة التصدي لذلك بكل الوسائل.
وألمح القرضاوي إلى مشكلة أخرى وصفها بالخطيرة، وهي العمالة الأجنبية والآسيوية التي توجد بكثرة في البلدان العربية، في ظل غياب الأبوين عن أبنائهما، وتركهم مع هؤلاء الخدم الذين يتحدثون الأجنبية، ليتشرب الأطفال لغتهم وبالتالي ثقافتهم، مشددا على حتمية مواجهة هذا الأمر؛ لأنه يؤدي إلى اندثار لغتنا، حسب تعبيره.
الاستعمار والتعليم
واستكمالا لأسباب محنة اللغة العربية أوضح القرضاوي أن تدريس تلك اللغة "يتم بشكل خاطئ تماما؛ حيث إنها تدرس بطريقة تجعل الطالب لا يتعلق باللغة"، مؤكدا أن هناك بعض المدرسين يدرسون اللغة العربية بالعامية.
كما أضاف متعجبا من تسرب العامية لبعض الشيوخ الذين يستخدمونها في خطبهم، بالإضافة لاستخدامهم بعض الألفاظ الإنجليزية أيضا، مشيرا إلى أن "هناك بعض المشايخ يخطئون في النحو؛ فمنهم من يجر منصوبا، أو يرفع مجرورا..!!".
وعن الاستعمار ودوره في محنة اللغة العربية، أكد القرضاوي على أن "الاستعمار دائما كان يريد تغيير الشعب، ونشر لغته على حساب اللغة الأم، ونشر قوانينه على حساب الشريعة"، واستشهد بالجزائر قائلا: "كانت فرنسا تريد تغيير الشعب الجزائري، وتغيير هويته بتغيير دينه، وتغيير لغته، فمنعت اللغة العربية وفرضت اللغة الفرنسية، وقاومت الدين الإسلامي، وعندما جاءت جماعة الإحياء والتجديد أحيت النهضة بإحياء الدين واللغة.. وكذلك الاستعمار الإنجليزي الذي حاول نشر اللغة الإنجليزية في المحاكم والمدارس والمؤسسات المصرية".
كما تحدث عن تأخر المقاومة للحفاظ على لغتنا العربية، معللا ذلك بأن الناس في ظل الاستعمار فقط يشعرون بالمقاومة"، وشدد على أن "المدارس الأجنبية من أخطر ما ينبغي أن يقاوم في الوطن العربي؛ فالطالب لا يعرف لغته وثقافته، ولا يستطيع أن يتجاوب مع أهله، ولا يستطيع مشاهدة البرامج العربية، كما أنهم في هذه المدارس لا يدرسون تاريخهم".
لنتعلم الأجنبية بشرط!
وردا على سؤال أشار إلى الشروط التي توجب على كل من يتقدم لشغل وظيفة تعلم الحاسوب وبعض اللغات الأجنبية الأخرى، قال القرضاوي: "لا مانع من تعلم الحاسوب، بل إن من لا يتعلم الحاسوب فهو جاهل، وسيظل أميا، وكذلك لا مانع من تعلم اللغات الأجنبية على أن تكون لغة ثانية، والرسول أمر زيد بن ثابت أن يتعلم لغة اليهود، وهناك قول: (من تعلم لغة قوم أمن مكرهم)، والمسلمون تعلموا اللغات، وأبو بكر الرازي كان يتحدث ويلقي الخطب بالفارسية".
كما أشار فضيلته إلى أننا بحاجة لتوعية، وحث المفكرين والمربين ورجال الإعلام؛ لأن عليهم دورا في الحفاظ على هذه اللغة التي قامت عليها الحضارة العربية الإسلامية.
واستشهد بكتاب العقاد "أثر العرب في الحضارة" الذي يتحدث عن علماء أوروبا الذين يتفاخرون بتحدثهم للغة العربية، مؤكدا أن الأمة العربية كانت أمة الأمم، وتمثل العالم الأول، وكانت اللغة العربية هي اللغة الأولى، وحينما تخلفت الأمم تخلفت معها اللغة.. لافتا إلى أن الإنجليزية كانت اللغة الأولى أيام بريطانيا العظمى، والآن ورثتها أمريكا التي حملت لغتها نفس قوة البلد فأصبحت اللغة الأولى.
أكد فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - أن المسلمين بحاجة إلى إرادة سياسية " لبث القوانين التي تحافظ على اللغة العربية"، كما لفت إلى أن "المدارس الأجنبية في الوطن العربي تمثل خطرا كبيرا على الهوية العربية"، وذلك في حلقة الأحد 22 مارس من برنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة الفضائية.
وتحت عنوان:"اللغة العربية وتحديات اليوم" تحدث القرضاوي عن تحول اللغة العربية إلى لغة "هجين" دخلت عليها بعض اللغات الأخرى فأفقدتها هويتها وعمقها اللغوي، كما تحدث أيضا عن أهمية اللغة العربية وأنها اللغة التي فضلها الله سبحانه وتعالى بإنزاله القرآن الكريم باللغة العربية، كما تحدث عن أهم المشكلات والتحديات التي تواجه اللغة العربية اليوم، وكيف نتصدى لمثل هذه المحاولات التي تعمل على تحطيم وإخفاء اللغة العربية، وإحلال لغات أخرى محلها.
وألقى القرضاوي بالمسئولية كاملة على البلدان العربية، قائلا: "لم أجد أحدا قد اهتم باللغة العربية وتنميتها غير اتحاد المدارس العربية الذي أنشأه الأمير محمد الفيصل حفظه الله".
كما أكد على أهمية دور المجامع اللغوية العربية، مثل مجمع دمشق وهو من أقدم المجامع، ومجمع القاهرة الذي صنع أشياء كثيرة مثل "المعجم الوسيط"، وأخرج "معجم الألفاظ في القرآن الكريم"، وأصدر قرارات كثيرة، لكن الناس لا تقرأ، والإعلام لا يروج، معربا عن حزنه لما يراه من تصوير مدرس اللغة العربية في الأفلام بشكل فيه سخرية، مع أن هذا ليس له أصل في الواقع، على حد قوله.
بين العامية والأجنبية
ففي حديثه عن أسباب تراجع اللغة العربية على مستوى الممارسة، أوضح القرضاوي أنها تزاحم من جهتين أساسيتين: أولاهما: اللغات الأجنبية وخاصة الإنجليزية والفرنسية، وثانيهما: العامية التي تشكل أكبر خطر على لغتنا الراقية الحضارية، حسب تعبيره.
وذكر القرضاوي أن الدكتور محمد محمود شاكر في كتابه "أباطيل وأسمار" كشف عن هذه الاتجاهات المشبوهة التي تغذي الدعوة إلى العامية على مستوى الممارسة والكتابة، ونشر بالأسماء المبشرين والمستشرقين والمنصرين الذين يقفون وراء هذه الدعوات.
وأوضح أن العامية واللغة الأجنبية التي تزاحم العربية في المؤسسات والشركات والمدارس والجامعات هي الآفة الكبرى بالنسبة للغتنا العربية، مشددا على ضرورة التصدي لذلك بكل الوسائل.
وألمح القرضاوي إلى مشكلة أخرى وصفها بالخطيرة، وهي العمالة الأجنبية والآسيوية التي توجد بكثرة في البلدان العربية، في ظل غياب الأبوين عن أبنائهما، وتركهم مع هؤلاء الخدم الذين يتحدثون الأجنبية، ليتشرب الأطفال لغتهم وبالتالي ثقافتهم، مشددا على حتمية مواجهة هذا الأمر؛ لأنه يؤدي إلى اندثار لغتنا، حسب تعبيره.
الاستعمار والتعليم
واستكمالا لأسباب محنة اللغة العربية أوضح القرضاوي أن تدريس تلك اللغة "يتم بشكل خاطئ تماما؛ حيث إنها تدرس بطريقة تجعل الطالب لا يتعلق باللغة"، مؤكدا أن هناك بعض المدرسين يدرسون اللغة العربية بالعامية.
كما أضاف متعجبا من تسرب العامية لبعض الشيوخ الذين يستخدمونها في خطبهم، بالإضافة لاستخدامهم بعض الألفاظ الإنجليزية أيضا، مشيرا إلى أن "هناك بعض المشايخ يخطئون في النحو؛ فمنهم من يجر منصوبا، أو يرفع مجرورا..!!".
وعن الاستعمار ودوره في محنة اللغة العربية، أكد القرضاوي على أن "الاستعمار دائما كان يريد تغيير الشعب، ونشر لغته على حساب اللغة الأم، ونشر قوانينه على حساب الشريعة"، واستشهد بالجزائر قائلا: "كانت فرنسا تريد تغيير الشعب الجزائري، وتغيير هويته بتغيير دينه، وتغيير لغته، فمنعت اللغة العربية وفرضت اللغة الفرنسية، وقاومت الدين الإسلامي، وعندما جاءت جماعة الإحياء والتجديد أحيت النهضة بإحياء الدين واللغة.. وكذلك الاستعمار الإنجليزي الذي حاول نشر اللغة الإنجليزية في المحاكم والمدارس والمؤسسات المصرية".
كما تحدث عن تأخر المقاومة للحفاظ على لغتنا العربية، معللا ذلك بأن الناس في ظل الاستعمار فقط يشعرون بالمقاومة"، وشدد على أن "المدارس الأجنبية من أخطر ما ينبغي أن يقاوم في الوطن العربي؛ فالطالب لا يعرف لغته وثقافته، ولا يستطيع أن يتجاوب مع أهله، ولا يستطيع مشاهدة البرامج العربية، كما أنهم في هذه المدارس لا يدرسون تاريخهم".
لنتعلم الأجنبية بشرط!
وردا على سؤال أشار إلى الشروط التي توجب على كل من يتقدم لشغل وظيفة تعلم الحاسوب وبعض اللغات الأجنبية الأخرى، قال القرضاوي: "لا مانع من تعلم الحاسوب، بل إن من لا يتعلم الحاسوب فهو جاهل، وسيظل أميا، وكذلك لا مانع من تعلم اللغات الأجنبية على أن تكون لغة ثانية، والرسول أمر زيد بن ثابت أن يتعلم لغة اليهود، وهناك قول: (من تعلم لغة قوم أمن مكرهم)، والمسلمون تعلموا اللغات، وأبو بكر الرازي كان يتحدث ويلقي الخطب بالفارسية".
كما أشار فضيلته إلى أننا بحاجة لتوعية، وحث المفكرين والمربين ورجال الإعلام؛ لأن عليهم دورا في الحفاظ على هذه اللغة التي قامت عليها الحضارة العربية الإسلامية.
واستشهد بكتاب العقاد "أثر العرب في الحضارة" الذي يتحدث عن علماء أوروبا الذين يتفاخرون بتحدثهم للغة العربية، مؤكدا أن الأمة العربية كانت أمة الأمم، وتمثل العالم الأول، وكانت اللغة العربية هي اللغة الأولى، وحينما تخلفت الأمم تخلفت معها اللغة.. لافتا إلى أن الإنجليزية كانت اللغة الأولى أيام بريطانيا العظمى، والآن ورثتها أمريكا التي حملت لغتها نفس قوة البلد فأصبحت اللغة الأولى.
OMARI- عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 22/02/2009
العمر : 35
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى