صفات أساسية في القيادة
صفحة 1 من اصل 1
صفات أساسية في القيادة
ومن الصفات التي يجب أن تتوفر في القيادة المسلمة بعد الإيمان الصادق: ودون إهمال لما جاء في النظريات الإدارية الحديثة:
العقل، والعلم، والشجاعة، والعفة، والعدل، والشورى، والسخاء والجود، والحلم، والعفو، والرفق، واللين، والتثبت، والوفاء بالوعد والعهد، والصدق، والأمانة، وكتم السر، والحزم، والدهاء، والتواضع، ونشر روح المحبة والمودة والتراحم بين جميع الأفراد. وكل صفة من هذه تحتاج لوقفة لكننا آثرنا، وقد نتمكن من تناولها في المستقبل إن شاء الله.
النبي- صلى الله عليه وسلم- نموذج لجميع الأنماط القيادية الكاملة:
إن في الإسلام وفي القيادة النبوية نموذج حي للقيادة الرشيدة الكاملة، ويستطيع كل إنسان أن يستقي منه النموذج الذي يتفق وحالته، ومن كان له في النبي- صلى الله عليه وسلم-أسوة واستطاع أن يستمد منه قبسًا في إدارته وقيادته، فإنه يستجمع النواحي الإيجابية وتنتفي منه السلبيات.
التوازن بين العمل والعامل:
الإسلام يوازن بين الاهتمام بالعمل والاهتمام بالعامل، فالإسلام دين التوازن، ولا يجور على أحد على حساب الآخر، فهو يحث على إعطاء الأجير أجره، فعن أبي هريرة- رصي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أُعطي بي ثم غدر، ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفي منه ولم يعطه أجره"(5). وعن عائشة- رضي الله عنها- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"(6). وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "خير الكسب كسب يد العامل إذا نصح"(7).
والنصح هنا بمعنى بذل أقصى الجهد فيما يقوم به من أعمال مع تمام الإتقان.
والنبي- صلى الله عليه وسلم- يشاور الصحابة بل ويشاركون معه، وينزل عن رأيه، ويأخذ برأيهم في كثير من المواقف، كما حدث في غزوة بدر وغزوة أحد والخندق، وعند حفرهم للخندق، يشاركهم العمل، ويساعدهم في تذليل ما يعترضهم من صعاب في العمل، وذلك حين اعترضتهم كدية صلبة من الأرض، لم يقدروا على تكسيرها ينزل هو بنفسه ويقوم بتكسيرها. وحين أراد غزو مكة وفتحها، وكان هذا موقف لا تحتمل معه المشاورة، ولا الإعلان كما فعل في أحد والخندق، ولذلك حرص على كتمان الأمر، بل وعمَّى حين أعلن عن عزمه على الذهاب إلى جهة غير التي يريدها.
أليس في ذلك إدارة بالمواقف أو الحالات؟..
كما أنه كان يختار لكل عمل الرجل الذي يناسبه فيولي معاذ بن جبل القضاء وما ولاه قيادة جيش بينما ولّى أبا عبيدة وسعد بن أبي وقاص وزيد بن حارثة وأسامة بن زيد قيادة الجيش، لأنه كان من الصحابة من يحمل من الصفات ما يؤهله لقيادة الجيوش وحمل الرايات، ومنهم من كان يحمل من الصفات ما يؤهله للقيام بالقضاء، ومنهم كان يقوم على أمر بيت المال، والطريف في ذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان أحيانًا يجري لهم اختبارًا فحين أرسل معاذ بن جبل- رضي الله عنه- إلى اليمن سأله، فعن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما أراد أن يبعث معاذًا إلى اليمن قال: "كيف تقضي إذا عرض لك قضاء"؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: "فإن لم تجد في كتاب الله؟" قال: فبسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "فإن لم تجد في سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولا في كتاب الله"؟ قال: اجتهد رأي ولا آلو، فضرب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صدره وقال: "الحمد لله الذي وفق رسول الله لما يرضي رسول الله"(.
أليس ذلك نوعًا من الإدارة يجمع بين الإدارة بالسمات، والإدارة بالسلوك؟.
نماذج قرآنية للقيادة بالسمات
إن هذا النوع من القيادة أشار إليه القرآن في قوله تعالى: ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)﴾ (يوسف)، وإذا كانت الأمانة والعلم من الصفات التي ترشح أي إنسان للقيادة في أي عمل لتولى أي مسئولية، فإن هاتين الصفتين لا بد منهما لمن يتولى أمر أي خزينة- خزينة دولة، خزينة شركة أو مؤسسة أو بنك أو غير ذلك- لأن للمال سلطانًا على النفوس ومحبة في القلوب قد تدفع بالإنسان إلى الإخلال أو الخيانة أو الاختلاس أو الإنفاق في غير وجوه الإنفاق المطلوبة، ولا يستطيع أن يقوم بهذا العمل على خير وجه إلا أمين عليم. بينما في قيادة الجيش يركز على الخصائص العلمية والسمات الجسمية، قال الله تعالى: ﴿قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾ (البقرة: من الآية 247).
وهنا نلمح أن العلم قاسم مشترك بين القيادة والإدارة للخزائن والقيادة والإدارة للجيش.
وابنة الرجل الصالح تحدد سمات الأجير، وهي تشير على أبيها بأن يستأجر موسى عليه السلام فقالت: ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ﴾ (القصص: من الآية 26).
القائد بألف أو يزيد:
إن دور القائد المسلم في أي مؤسسة أو شركة أو في ميدان الجهاد قد يعدل كل أفراد الشركة أو يزيد وبلغة الأرقام فقد جاء من الآثار ما يدل على أن الرجل قد يعدل الألف من الرجال أو يزيد، ولا يكون هذا التفاوت إلا في الإنسان، فعن سلمان- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:"ليس شيء أحب من ألف مثله إلا الإنسان"(9).
وقد كان أبو بكر الصديق- رصي الله عنه- يقول: "لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل". وفي رواية أنه قال "لا يهزم جيش فيه مثله"(10).
فالرجل الحر يوزن بعدد الذين يستطيع أن يبعث فيهم الحياة والحركة، ويدفعهم إلى العمل، ويقودهم إلى الإنتاج سواء أكان ذلك جهادًا أم عمارةً للكون، وسواء كان على رأس وزارة، أم مديرًا لمؤسسة أو شركة، وذلك لا يكون إلا إذا كانوا على قلب رجل واحد، وكان شعارهم النصح فيما بينهم والطاعة لمن تولى أمرهم، وما أجمل هذا البيت:
إذا كان في ألف من القوم فارس مطاع فإن القوم في ألف فارس
وقيل لرجل من بني عبس: ما أكثر صوابكم؟ فقال: نحن ألف رجل، وفينا حازم واحد، ونحن نطيعه، فكأنا ألف حازم.
وقال بعض الحكماء: ألف ثعلب يقودها أسد، خير من ألف أسد يقودها ثعلب.
قصة ذي القرنين شاهد من التاريخ:
والقائد الحق يحيي الأمم الموات، وينشر الأمن في ربوع الخائفين، وفي قصة ذي القرنين مع يأجوج ومأجوج أكبر دليل.
فلقد وصل في ترحاله وتجواله حتى وصل إلى أناس كما يحكي القرآن الكريم: ﴿.... لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)﴾ (الكهف).
أمة خائفة من يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض، فما إن رأت ذا القرنين حتى ناشدته أن يقيم لهم سدًّا يؤمنهم المخاوف وسيقدمون المقابل المادي المجزي. فماذا كان دور ذي القرنين؟
إنه لم يفعل شيئًا بيده وإنما استفاد من الطاقات المعطلة، والخامات المبعثرة، وذلك بأن طلب من هؤلاء الذين لا يفقهون أن يعينوه بقوة، وأرشدهم إلى طريق العمل، وحدد لهم المهام المطلوبة، وطلب منهم أن يجمعوا الحديد المبعثر حتى إذا ساوى بين الجبلين، أمرهم أن يؤججوا النيران حتى إذا ما صهر الحديد صب عليه القطر فإذا بهم يشيدون سدًّا منيعًا.
وكان يمكن أن يظلوا في رعب دائم مستمر، ما لم يبعث الله لهم ذلك القائد الذي دفعهم إلى العمل وأرشدهم إلى طريق الخلاص والأمان، وصدق من قال: رجل ذو همة يحيى الله به أم
ومن الصفات التي يجب أن تتوفر في القيادة المسلمة بعد الإيمان الصادق: ودون إهمال لما جاء في النظريات الإدارية الحديثة:
العقل، والعلم، والشجاعة، والعفة، والعدل، والشورى، والسخاء والجود، والحلم، والعفو، والرفق، واللين، والتثبت، والوفاء بالوعد والعهد، والصدق، والأمانة، وكتم السر، والحزم، والدهاء، والتواضع، ونشر روح المحبة والمودة والتراحم بين جميع الأفراد. وكل صفة من هذه تحتاج لوقفة لكننا آثرنا، وقد نتمكن من تناولها في المستقبل إن شاء الله.
النبي- صلى الله عليه وسلم- نموذج لجميع الأنماط القيادية الكاملة:
إن في الإسلام وفي القيادة النبوية نموذج حي للقيادة الرشيدة الكاملة، ويستطيع كل إنسان أن يستقي منه النموذج الذي يتفق وحالته، ومن كان له في النبي- صلى الله عليه وسلم-أسوة واستطاع أن يستمد منه قبسًا في إدارته وقيادته، فإنه يستجمع النواحي الإيجابية وتنتفي منه السلبيات.
التوازن بين العمل والعامل:
الإسلام يوازن بين الاهتمام بالعمل والاهتمام بالعامل، فالإسلام دين التوازن، ولا يجور على أحد على حساب الآخر، فهو يحث على إعطاء الأجير أجره، فعن أبي هريرة- رصي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أُعطي بي ثم غدر، ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفي منه ولم يعطه أجره"(5). وعن عائشة- رضي الله عنها- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"(6). وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "خير الكسب كسب يد العامل إذا نصح"(7).
والنصح هنا بمعنى بذل أقصى الجهد فيما يقوم به من أعمال مع تمام الإتقان.
والنبي- صلى الله عليه وسلم- يشاور الصحابة بل ويشاركون معه، وينزل عن رأيه، ويأخذ برأيهم في كثير من المواقف، كما حدث في غزوة بدر وغزوة أحد والخندق، وعند حفرهم للخندق، يشاركهم العمل، ويساعدهم في تذليل ما يعترضهم من صعاب في العمل، وذلك حين اعترضتهم كدية صلبة من الأرض، لم يقدروا على تكسيرها ينزل هو بنفسه ويقوم بتكسيرها. وحين أراد غزو مكة وفتحها، وكان هذا موقف لا تحتمل معه المشاورة، ولا الإعلان كما فعل في أحد والخندق، ولذلك حرص على كتمان الأمر، بل وعمَّى حين أعلن عن عزمه على الذهاب إلى جهة غير التي يريدها.
أليس في ذلك إدارة بالمواقف أو الحالات؟..
كما أنه كان يختار لكل عمل الرجل الذي يناسبه فيولي معاذ بن جبل القضاء وما ولاه قيادة جيش بينما ولّى أبا عبيدة وسعد بن أبي وقاص وزيد بن حارثة وأسامة بن زيد قيادة الجيش، لأنه كان من الصحابة من يحمل من الصفات ما يؤهله لقيادة الجيوش وحمل الرايات، ومنهم من كان يحمل من الصفات ما يؤهله للقيام بالقضاء، ومنهم كان يقوم على أمر بيت المال، والطريف في ذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان أحيانًا يجري لهم اختبارًا فحين أرسل معاذ بن جبل- رضي الله عنه- إلى اليمن سأله، فعن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما أراد أن يبعث معاذًا إلى اليمن قال: "كيف تقضي إذا عرض لك قضاء"؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: "فإن لم تجد في كتاب الله؟" قال: فبسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "فإن لم تجد في سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولا في كتاب الله"؟ قال: اجتهد رأي ولا آلو، فضرب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صدره وقال: "الحمد لله الذي وفق رسول الله لما يرضي رسول الله"(.
أليس ذلك نوعًا من الإدارة يجمع بين الإدارة بالسمات، والإدارة بالسلوك؟.
نماذج قرآنية للقيادة بالسمات
إن هذا النوع من القيادة أشار إليه القرآن في قوله تعالى: ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)﴾ (يوسف)، وإذا كانت الأمانة والعلم من الصفات التي ترشح أي إنسان للقيادة في أي عمل لتولى أي مسئولية، فإن هاتين الصفتين لا بد منهما لمن يتولى أمر أي خزينة- خزينة دولة، خزينة شركة أو مؤسسة أو بنك أو غير ذلك- لأن للمال سلطانًا على النفوس ومحبة في القلوب قد تدفع بالإنسان إلى الإخلال أو الخيانة أو الاختلاس أو الإنفاق في غير وجوه الإنفاق المطلوبة، ولا يستطيع أن يقوم بهذا العمل على خير وجه إلا أمين عليم. بينما في قيادة الجيش يركز على الخصائص العلمية والسمات الجسمية، قال الله تعالى: ﴿قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾ (البقرة: من الآية 247).
وهنا نلمح أن العلم قاسم مشترك بين القيادة والإدارة للخزائن والقيادة والإدارة للجيش.
وابنة الرجل الصالح تحدد سمات الأجير، وهي تشير على أبيها بأن يستأجر موسى عليه السلام فقالت: ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ﴾ (القصص: من الآية 26).
القائد بألف أو يزيد:
إن دور القائد المسلم في أي مؤسسة أو شركة أو في ميدان الجهاد قد يعدل كل أفراد الشركة أو يزيد وبلغة الأرقام فقد جاء من الآثار ما يدل على أن الرجل قد يعدل الألف من الرجال أو يزيد، ولا يكون هذا التفاوت إلا في الإنسان، فعن سلمان- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:"ليس شيء أحب من ألف مثله إلا الإنسان"(9).
وقد كان أبو بكر الصديق- رصي الله عنه- يقول: "لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل". وفي رواية أنه قال "لا يهزم جيش فيه مثله"(10).
فالرجل الحر يوزن بعدد الذين يستطيع أن يبعث فيهم الحياة والحركة، ويدفعهم إلى العمل، ويقودهم إلى الإنتاج سواء أكان ذلك جهادًا أم عمارةً للكون، وسواء كان على رأس وزارة، أم مديرًا لمؤسسة أو شركة، وذلك لا يكون إلا إذا كانوا على قلب رجل واحد، وكان شعارهم النصح فيما بينهم والطاعة لمن تولى أمرهم، وما أجمل هذا البيت:
إذا كان في ألف من القوم فارس مطاع فإن القوم في ألف فارس
وقيل لرجل من بني عبس: ما أكثر صوابكم؟ فقال: نحن ألف رجل، وفينا حازم واحد، ونحن نطيعه، فكأنا ألف حازم.
وقال بعض الحكماء: ألف ثعلب يقودها أسد، خير من ألف أسد يقودها ثعلب.
قصة ذي القرنين شاهد من التاريخ:
والقائد الحق يحيي الأمم الموات، وينشر الأمن في ربوع الخائفين، وفي قصة ذي القرنين مع يأجوج ومأجوج أكبر دليل.
فلقد وصل في ترحاله وتجواله حتى وصل إلى أناس كما يحكي القرآن الكريم: ﴿.... لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)﴾ (الكهف).
أمة خائفة من يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض، فما إن رأت ذا القرنين حتى ناشدته أن يقيم لهم سدًّا يؤمنهم المخاوف وسيقدمون المقابل المادي المجزي. فماذا كان دور ذي القرنين؟
إنه لم يفعل شيئًا بيده وإنما استفاد من الطاقات المعطلة، والخامات المبعثرة، وذلك بأن طلب من هؤلاء الذين لا يفقهون أن يعينوه بقوة، وأرشدهم إلى طريق العمل، وحدد لهم المهام المطلوبة، وطلب منهم أن يجمعوا الحديد المبعثر حتى إذا ساوى بين الجبلين، أمرهم أن يؤججوا النيران حتى إذا ما صهر الحديد صب عليه القطر فإذا بهم يشيدون سدًّا منيعًا.
وكان يمكن أن يظلوا في رعب دائم مستمر، ما لم يبعث الله لهم ذلك القائد الذي دفعهم إلى العمل وأرشدهم إلى طريق الخلاص والأمان، وصدق من قال: رجل ذو همة يحيى الله به أم
ibn elkassem- عدد المساهمات : 114
تاريخ التسجيل : 25/02/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى